يرتبط العمر الزمني لميناء العقبة بعمر المدينة نفسها، و التي يمتد تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد عندما كانت من أشهر المدن لمملكة (إيدوم)، و عندما ساد الفينيقيون تم تحويلها بقيادة الملك الفينيقي (حيرام) إلى ميناء بحري هام، و استمرت مدينة العقبة منذ ذلك الحين و عبر التاريخ في لعب دور هام على الطريق التجاري بين دمشق و مصر و بين الشرق و الغرب، فالموقع الجغرافي المتميز للميناء جعله يلعب دورا بارزا في حركة التجارة الدولية منذ القدم، و في العصر الإسلامي اتخذت العقبة بمينائها محطة لقوافل الحجاج، و بقي كذلك إلى أن سيطر الصليبيون على المنطقة و من ثم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وتحرك التجارة إليه.
في القرن التاسع عشر فقد ازدادت أهمية ميناء العقبة مع افتتاح قناة السويس مما جعله يتوسط أهم الطرق التجارية العالمية بين الشرق و الغرب و بين الشمال و الجنوب، و مع بزوغ القرن العشرين وجدت العقبة أهميتها كقاعدة مينائية و عسكرية لدى الكثير من القوى السائدة، مثل الأتراك و الإنجليز و من ثم العرب أثناء الثورة العربية الكبرى، حيث أعيد للميناء دوره الطبيعي في حركة التجارة باعتباره أحد الموانئ الهامة على البحر الأحمر.
يقع ميناء العقبة على الطرف الشمالي الشرقي لخليج العقبة وهو جزء من البحر الأحمر الذي يبلغ طوله (1930) كيلو متر وعرضه (360) كيلو مترا ويصل عمقه إلى (2000) مترا وفي المنطقة الشمالية منه يتفرغ إلى جزأين مشكلا خليج السويس وخليج العقبة المعروف بمياهه العميقة وفي جنوبه يضيق مشكلا باب المندب بعرض يصل إلى (26) كيلو متر.
ويمتد الساحل الأردني من شمال خليج العقبة إلى الجنوب وحتى الحدود السعودية بطول (26) كيلومتر. وميناء العقبة يتميز بموقعه الإستراتيجي المتوسط بين القارات الثلاث (آسيا ، أوروبا، وأفريقيا) ، كما يتميز بأنه الميناء الوحيد للأردن . ويرتبط ميناء العقبة بشبكة مواصلات وطرق حديثة مع كافة المحافظات الأردنية والدول المجاورة.
وميناء العقبة أنشئ في عام 1952م بعد صدور الإرادة الملكية السامية بهدف إنشاء الأرصفة والمستودعات وتطويرها وصيانتها ومناولة وتخزين البضائع من وعلى السفن وفي المستودعات وساحات الميناء وميناءا للتموين والتجارة